الفيروسات: ماذا تعرف عنها ؟

ما معنى فيروس ؟

الفيروسات هي عبارة عن جسيم صغير يحتوي على مادة وراثية داخل غلاف بروتيني، و هو أصغر بكثير من الفطريات أو البكتيريا. للتكاثر تحتاج الفيروسات إلى غزو الخلايا الحية. لهذا يستخدمون كل “الآلات” الخلوية لصالحهم، كونها قادرة على إحداث  ضرر و موت الخلايا، و هو ما يترجم إلى مرض.

الإصابة بالفيروس لا تسبب بالضرورة المرض، لأن الجهاز المناعي يمكنه القضاء عليه، طالما أن الخلايا الدفاعية في حالة مثالية أو “يتذكر” الجهاز المناعي خصائص الفيروس من وجوده السابق. الغالبية العظمى من الأمراض التي نعاني منها عندما نكون أطفالا ناتجة عن فيروسات مثل: الحصبة، جدري الماء، الحصبة الألمانية و غيرها. حاليا و بفضل تطور النظام الصحي لدينا لقاحات لمكافحتها.

أنواع الفيروسات

بنية الفيروسات شديدة التنوع و تتنوع في الحجم و الشكل و التركيب الكيميائي. في الأساس، يتم تحديدها من خلال: فئة المادة الوراثية، حجمها، أشكالها المجهرية، قدرتها على الانتقال و قدرتها على التكاثر. من بين أنواع الفيروسات نجد:

• فيروس الانفلونزا هو فيروس كروي الشكل و يمكننا إيجاد ثلاثة أنواع فرعية: A (الأكثر ضراوة)، B و C.
• فيروسات الأنف هي متعددة السطوح و لا تحتوي على كبسولة بروتينية. هم الأسباب الرئيسية لنزلات البرد.
• فيروس كورونا. تتكون فيروسات كورونا من فصيلة الفرعية لعائلة Coronaviridae. هي أكبر من فيروسات الأنفلونزا و يمكن أن تصيب كل من البشر و الحيوانات.
• فيروس عجلي. تتشكل فيروسات الروتا على شكل عجلة مسننة، و عادة ما تصيب الأطفال و الماشية. هناك 8 مجموعات تسمى A و B و C و D و E و F و G و H.
• فيروسات غدانية. هي دائرية الشكل، و لا تغطيها طبقة بروتينية و لها مادة وراثية مختلفة عن تلك التي سبق ذكرها.

ما أنواع الالتهابات التي يمكن للفيروسات أن تسببها ؟

للفيروسات القدرة على إصابة أجهزة مختلفة من جسم الإنسان. دعنا نراجع الالتهابات الفيروسية الأكثر شيوعا:

التهابات الجهاز الهضمي

تنتقل من شخص إلى آخر عن طريق البراز الفموي. تؤثر بعض الفيروسات على الجهاز الهضمي بشكل مباشر في بعض الفئات العمرية. على سبيل المثال، يصيب الفيروس العجلي الأطفال في الجهاز الهضمي، نوروفيروس في الأطفال الأكبر سنا و البالغين و الفيروس الغدي عند الرضع. يوجد لقاح تم تطويره ضد الفيروس العجلي و هو فعال ضد معظم السلالات المسببة للأمراض و هو جزء من جدول التطعيم الموصى به للأطفال الرضع.

تُعرف هذه العدوى عمومًا باسم “فيروسات المعدة” أو “أنفلونزا المعدة” أو “التهاب المعدة و “الأمعاء الفيروسي” و أعراضها الرئيسية هي القيء و الإسهال. لا يوجد علاج محدد موصى به و لكن التدابير الداعمة، خاصة معالجة الجفاف، مهمة. يمكن أن يساعد غسل اليدين و الإجراءات الصحية المناسبة في منع انتشار المرض.

التهابات الجلد و الأغشية المخاطية

بعض الفيروسات الأكثر شيوعا التي يمكن أن تسبب التهابات الجلد هي فيروس الهربس البسيط، أو فيروس الورم الحليمي البشري، أو ما يسمى بفيروس اليد و القدم و الفم (فيروس كوكساكي A16 من عائلة الفيروسات المعوية) التي عادة ما تؤثر على الرضع و الأطفال الصغار.

عادمة ما تسبب الثآليل و الطفح الجلدي و الرخويات المعدية أو إضطرابات الجلد الأخرى. يمكن أن تؤثر فيروسات أخرى مثل جدري الماء على الجلد من خلال الطفح الجلدي.

التهاب الكبد الفيروسي

تم تحديد ما لا يقل عن 5 فيروسات محددة تسبب التهاب الكبد A و B و C و D و E، و لها خصائص و تطورات مختلفة للمرض. ينتقل التهاب الكبد أ عن طريق الفم و البراز و هو أكثر شيوعًا عند الأطفال و الشباب. عادة ما ينتقل التهاب الكبد B و C من خلال مجرى الدم، من خلال مشاركة الإبر أو منتجات الدم الملوثة. 

ينتقل التهاب الكبد E بشكل عام عن طريق الفم و البراز أو عن طريق تلوث الطعام. ينتقل التهاب الكبد D بشكل عام عن طريق الاتصال بالحقن أو الغشاء المخاطي مع الدم المصاب أو سوائل الجسم. هناك لقاحات متاحة لأنواع التهاب الكبد A و B و C و E.

التهابات الجهاز التنفسي

إنها أكثر العدوى الفيروسية شيوعا و الأكثر احتمالا للتسبب في أعراض خطيرة عند الرضع و كبار السن و المرضى الذين يعانون من أمراض الرئة أو أمراض القلب. تشمل فيروسات الجهاز التنفسي فيروسات الأنفلونزا (A و B)، فيروسات إنفلونزا الطيور، الفيروسات الغدية، الفيروسات الأنفية، الفيروسات التاجية و غيرها. تنتشر فيروسات الجهاز التنفسي عادة من شخص لآخر عن طريق ملامسة قطرات من إفرازات الجهاز التنفسي المصاب.

ما هي أعراض عدوى الجهاز التنفسي الفيروسية ؟

الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي بشكل متكرر هي الأنفلونزا و فيروسات الأنف و الفيروس التاجي و الفيروس الغدي. يمكن أن تكون الأعراض مركبة في بعض الأحيان إذا كانت ناتجة عن عدوى فيروسية أو بكتيرية، لذلك فإن أفضل تشخيص يجب أن يتم إجراؤه من قبل الأخصائي باختبارات دقيقة. تختلف الأعراض اعتمادا على إذا ما كان الفيروس موجودا في الجزء العلوي أو السفلي من الجهاز التنفسي:

• تشمل التهابات الجهاز التنفسي العلوي الحلق، الحنجرة، القصبة الهوائية، الجيوب الأنفية و الأذنين. في وقت ظهور الأعراض، تظهر بشكل عام مع الحمى، السعال، التهاب الحلق، خلل النطق، سيلان أو انسداد الأنف، الصداع، آلام الأذن مع أو بدون إفرازات، التهاب الملتحمة و العطس. تشير الإحصاءات إلى أن ما يقرب من 70٪ إلتهابات الجهاز التنفسي العلوي فيروسية.
• تشمل التهابات الجهاز التنفسي السفلي القصبات الهوائية و الرئتين، و هي التي تولد أكبر المخاطر الصحية. الأعراض المعروضة هي: ضيق التنفس المتدرج الذي يمكن أن يؤدي إلى نقص الأكسجين، “السعال الديكي” أو النباح مع البلغم، ألم في الصدر عند التنفس أو السعال، بحة في الصوت، حساسية بسبب فرط نشاط القصبات، الحمى، التعرق، قشعريرة مع الهزات و القيء و الغثيان، من بين أمور أخرى.

كيف يتم تشخيص الالتهابات الفيروسية ؟

من خلال تحديد ما يسمى الأعراض السريرية، على سبيل المثال، في الأنفلونزا مع ارتفاع في درجة الحرارة، التهاب الأنف، السعال الصداع و الضيق العام، أو في الحصبة مع إلتهاب الملتحمة، و بقع على  الغشاء المخاطي للفم و حطاطات صغيرة على الجلد خاصة على الظهر. و بالمثل، في حالة تفشي الأوبئة، يمكن تحديد أن الشخص مصاب لأنه في منطقة خطر.

من خلال الفحوصات المخبرية التي تعتمد على الجمع الصحيح للعينات من قبل المريض، و القدرة على استخدام كل من مراقبة الفيروس من خلال مجهر مخصص أو اختبارات مناعية لتحديد المستضدات الفيروسية.

ما الإجراءات الوقائية التي يمكنني اتخاذها لتجنب العدوى الفيروسية ؟

يمكنك تجنب العدوى الفيروسية عن طريق اتخاذ تدابير بسيطة مثل غسل اليدين بشكل متكرر و توخي الحذر الشديد عند التعامل مع الطعام، من بين أمور أخرى.

إجراءات النظافة ضد الفيروسات

يعد غسل اليدين بالماء و الصابون أو الجل الكحولي أبسط الطرق و أكثرها فعالية لحماية نفسك من الجراثيم و معظم الإلتهابات. اغسل يديك عند التعامل مع الطعام أو تناوله بعد السعال و العطس و تغيير الحفاض و الذهاب الى الحمام. التدابير الأخرى هي تجنب الاتصال بالمرضى و الحد من التفاعل المتكرر و/أو الوثيق بالحيوانات دون اتخاذ الاحتياطات المناسبة، خاصة الطيور.

اللقاحات المتوفرة ضد الفيروسات

تعمل اللقاحات عن طريق تحفيز المناعة، و يتم الحصول على العديد منها خلال طفولتنا. تتنوع اللقاحات المتاحة ضد الفيروسات، مثل لقاحات التهاب الكبد A، التهاب الكبد B، فيروس الورم الحليمي البشري، الأنفلونزا، النكاف، شلل الأطفال، دواء الكلب، الفيروز العجلي، و غيرها. بالنسبة لنزلات البرد (فيروس الأنف) لا يوجد لقاح.

الغلوبولين المناعي

يُقدم الغلوبولين المناعي (دائما بعد المشورة الطبية) ما يسمى “المناعة السلبية”، حيث يتم استخدامها: قبل التعرض للفيروس (على سبيل المثال لالتهاب الكبد A)؛ بشكل عام عندما يكون هناك موقف خطر؛ بعد (على سبيل المثال لداء الكلب أو لإلتهاب الكبد)؛ أو أثناء (مثل التطعيم الأكزيما).

تذكر: إذا كانت لديك أعراض تشير إلى إصابتك بعدوى فيروسية فاطلب المساعدة الطبية.

ما هي العلاجات المتاحة ؟

تهدف العلاجات الحالية المضادة للفيروسات إلى السيطرة على الأعراض و وقف تقدمها و تقليل فترة النقاهة حتى تقضي دفاعاتنا على الفيروس. من بين أهمها نجد:

الأدوية المضادة للفيروسات

أظهرت الدراسات حتى الآن أن بعض الأدوية يمكن أن تقلل من مدة مرحلة نمو الفيروس، فهي مفيدة على سبيل المثال في حالات عدوى فيروس الهربس، التهاب الكبد و ما إلى ذلك. في حالة الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، يوجد عدد قليل جدا من الأدوية التي تظهر فعالية مقبولة، و تكون تكاليف الشراء مرتفعة في بعض الأحيان.

الإنترفيرون

الإنترفيرون هي مركبات تطلقها خلايانا استجابة لمضادات فيروسية. من هذه الأدوية تم تطوير الأدوية التي أظهرت فعاليتها في أنواع معينة من التهاب الكبد، و مع ذلك، فإن لها آثار ضارة يجب السيطرة عليها من قبل أخصائي الصحة.

مكونات طبيعية بديلة

من المعروف الدور الذي تلعبه العديد من النباتات في المساعدة على مكافحة العدوى؛ تتمتع المستخلصات النباتية مثل: إشنسا، الجينسنج، نبق البحر، البلسان أو فطر الريشي بخصائص طبيعية تساهم في دفاعاتنا الطبيعية.